كتبت فيونا نيموني أنّ إسرائيل نفّذت غارة على قيادات حماس في العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء بعد ظهرًا. وأدانت قطر العملية بسرعة، ووصفتها بأنها تصرف "متهور" وانتهاك صارخ للقانون الدولي، بعد استهداف مبنى سكني في المدينة. وأكدت قوات الدفاع الإسرائيلية أنّها استهدفت المسؤولين "المباشرين عن المجزرة الوحشية في 7 أكتوبر".

أوضح التقرير أنّ الانفجارات سُمعت وارتفع الدخان فوق الدوحة، وأظهرت لقطات موثقة الدخان يتصاعد من قسم متضرر بشدة من مجمع بجانب محطة وقود وُقود في شارع وادي رضوان، قرب منطقة ويست باي لاجون شمال وسط الدوحة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفّذ "ضربة دقيقة" استهدفت قيادات حماس العليا باستخدام "ذخائر دقيقة"، ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنّ العملية شملت 15 مقاتلة إسرائيلية أطلقت 10 ذخائر على هدف واحد. استضافت قطر مكتب حماس السياسي منذ 2012 ولعبت دورًا محوريًا في تسهيل المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل منذ هجمات 7 أكتوبر.

وأفادت حماس أنّ أعضاء وفدها التفاوضي في الدوحة نجوا من الغارة، لكن ستة أشخاص آخرين، بينهم مسؤول أمني قطري، لقوا مصرعهم. وشمل القتلى: همام الحية (ابن كبير المفاوضين خالد الحيا)، وجهاد لبد (مدير مكتب الحية)، وعبد الله عبد الواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد المملوك، وعريف بدر سعد محمد الحميدي من قوات الأمن الداخلي القطرية. وأكدت حماس أنّ الهجوم "يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنّ نتنياهو وحكومته لا يريدان التوصل لأي اتفاق سلام".

وأشار التقرير إلى أنّ رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ اعتبر العملية "مهمة وصحيحة" لاستهداف قيادات حماس، بينما أدانت قيادات الحركة، بما في ذلك كبير المفاوضين خالد الحيا، دون تأكيد استهدافه مباشرة. وأوضح مسؤول إسرائيلي رفيع أنّ الحيا كان من بين المستهدفين، إلى جانب زاهر جبارين، القيادي المنفى من الضفة الغربية.

وبحسب التقرير، أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أنّ الغارة "عملية إسرائيلية مستقلة بالكامل"، وأن إسرائيل بادرت ونفذت العملية وتتحمل المسؤولية الكاملة. كما أكدت البيت الأبيض أنّه علم بالعملية، على الأرجح بسبب قرب قاعدة الأوديد الأمريكية الكبرى خارج الدوحة، مما يعني أنّ الرئيس دونالد ترامب أُتيحت له فرصة الاعتراض لكنه وافق على العملية. وطرح التقرير أسئلة حول تأثير الهجوم على القاعدة الأمريكية وعلاقات واشنطن مع حلفائها الخليجيين.

وأوضح التقرير أنّ قيادات حماس كانت في قطر للوساطة، حيث استضافت الدوحة مفاوضات بين إسرائيل وحماس منذ أكتوبر 2023. وقالت الحركة إنها كانت تناقش أفكار الولايات المتحدة حول كيفية التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، وما زالت تبحث كيفية تحويلها إلى اتفاق شامل يلبي احتياجات الشعب الفلسطيني. وأفاد مسؤول فلسطيني أنّ خطة الولايات المتحدة تقضي بالإفراج عن 48 رهينة متبقين في غزة خلال أول 48 ساعة من هدنة مدتها 60 يومًا مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية والتفاوض بحسن نية على وقف دائم لإطلاق النار.

وأشارت الحكومة القطرية إلى غضبها الشديد، ووصفت الهجوم بالمتهور والجبان وانتهاك صارخ لجميع القوانين والأعراف الدولية. وأكد بيان وزارة الخارجية القطرية أنّ الدولة لن تتسامح مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور أو أي أعمال تستهدف أمنها وسيادتها، وتكرر البيان نفس موقف الاحتجاج من دول عربية أخرى. كما دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "هذا الانتهاك الفاضح لسيادة قطر وسلامة أراضيها".
 

https://www.bbc.com/news/articles/cq5jl77ygv4o